القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
68129 مشاهدة print word pdf
line-top
أثر الأحاديث الضعيفة والموضوعة في طائفة المتصوفة

...............................................................................


وكذلك أيضا كثير منهم ممن كان شغلهم بالعبادة وقع فيهم -من الجهل- تصحيح كثير من الأحاديث الضعيفة. وراجت عليهم أحاديث موضوعة، وصاروا يروونها ويستشهدون بها، فهذه مما ينكر عليهم، وهم معذرون حيث إن الحديث ليس من صناعتهم، ويستدلون بأحاديث لا أصل لها أو فيها ضعف شديد، ويجعلونها معتمدا لهم في كثير من الأفعال، ويبنون عليها بعض الأمور العقدية أو بعض الفروض العملية.
وكأن شيخ الإسلام يحذرهم ويقول: تمسكوا بالسنة وارجعوا إليها؛ فإنها متوفرة، ومراجعها محفوظة ومدونة، واحذروا من البدع، واحذروا من الأحاديث الضعيفة. واحذروا من تقليد المشائخ في الأشياء التي تخالف الشريعة، أو تخالف عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فإنكم متى تمسكتم بالسنة وقنعتم بها حفظكم الله وسددكم. هكذا أخبر الله تعالى عمن حفظه وعمن وفقه.
فعلى كل حال إن شيخ الإسلام ذكرهم بهؤلاء المشايخ، كعدي بن مسافر الأموي وشيخه الهكاري القرشي وغيرهم ممن كان على الطريقة السليمة السلفية. ولو ذكر عنهم بعض الشطحات؛ فإن تلك النقول والشطحات أيضا لا يكلفون فيها؛ وما ذاك إلا لأنهم ليسوا بمعصومين؛ العصمة للرسل.
كل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا وجدنا لأحدهم زلة أو شطحة فلا نتبعه فيها؛ بل نخالفه ونلتمس له العذر. ولا شك أن الطريق واحد؛ ليس هناك طرق متشعبة كثيرة، وأهل النجاة الذين توسطوا بالطريق السوي وبالسنة؛ هم الفرقة الناجية على الصراط المستقيم؛ الذين ساروا عليه، ولم يسيروا على بنيات الطريق.
اشتهر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطا، وخط خطوطا عن يمينه وشماله وقال: هذا الخط المستقيم صراط الله، وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان، وقرأ قول الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ .
وقد استدل المؤلف أيضا بسورة العصر وبغيرها من الأدلة للدلالة على أن الله تعالى جعل الحق واحدا، وأن الضلال أكثر. الضالون والمنحرفون عادة أكثر. يقول تعالى: وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ؛ أي: جميع جنس الإنسان في خسر إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ هؤلاء هم الناجون الرابحون، والبقية خاسرون.
وكذلك الأدلة التي تدل على أن أهل النجاة هم أهل الإيمان؛ الأدلة كثيرة: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ و الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يخص الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ نتَوَاصَى بما أمرنا الله به بِالْحَقِّ ونَتَوَاصَى بِالصَّبْرِ، ونحقق الإيمان، ونحقق العمل الصالح؛ لنكون بذلك من أهل النجاة ومن أهل الفلاح، ونسلم بذلك من الخسران المبين.
نكتفي بهذا ونعتذر عن الدروس الباقية في بقية الشهر .. ونستأنف إن شاء الله بعد رمضان ....
المكاشفة في التصرفات. يسأل عن قوله: المكاشفات؛ يعني أنه يوجد في بعض المتصوفة شيء يسمونه المكاشفات، أنه يكشف له عن بعض الحقائق. وذلك دليل على تصوفه، وكذلك التصرفات. إذا كانت تصرفاتهم موافقة للحق فإنه لا .. فيها -إن شاء الله-.

line-bottom